هدى صالح تكتب .. الأخوات سند لا ينكسر

الأخوة نعمة عظيمة من الله تعالى، فهي ليست مجرد رابطة دم، بل هي علاقة أبدية قائمة على المودة والرحمة والتكافل. وقد أكد القرآن الكريم على قيمة الأخ في حياة أخيه، حيث قال الله تعالى: “سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ”، ليبين أن الأخ هو العون والسند والقوة التي يستند إليها الإنسان في مسيرته.
في عالم يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، تبقى الأخوة الحقيقية حصناً منيعاً أمام التحديات، فهم الكتف الذي يُسند عند الحاجة، واليد التي تُمد وقت الضيق، والقلب الذي يتسع دائماً للعطاء والتسامح. وعلى الرغم من الخلافات التي قد تنشأ بين الإخوة، إلا أن تلك الخلافات تذوب أمام المواقف الصعبة، ليبقى الأصل هو المحبة والتكاتف.
ومن الواجب أن يقف الأخ الميسور مادياً بجانب أخيه الذي أثقلت كاهله الظروف، فلا يتركه وحيداً في مواجهة صعوبات الحياة. فالتكافل بين الأخوات لا يعزز فقط الروابط العائلية، بل يجلب البركة ويزيد المحبة، ويجعل الأسرة أكثر قوة وتماسكاً في مواجهة تحديات العصر.
نماذج مضيئة من القرآن والسنة
لقد جسّد الإسلام أسمى معاني الأخوة، وجعلها من أوثق الروابط بعد رابطة الإيمان بالله. نذكر منها:
• قصة موسى وهارون عليهما السلام: حين طلب موسى من ربه أن يجعل أخاه هارون وزيراً له، قال: “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي”، فجعل الله الأخ سنداً لأخيه في الدعوة والرسالة.
• وصية النبي ﷺ بالرحم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”، ولا رحم أقرب من الأخ والأخت.
• تكافل الصحابة: جسّد الصحابة أروع صور الأخوة في الإسلام، فكانوا يتقاسمون المال والطعام والمسكن، فكيف بنا ونحن إخوة من رحم واحد؟
• قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا شيء أهنأ من أخٍ صالح، ولا شيء أنفع من أخٍ موافق”، دلالة على أن الأخ السند الحقيقي في الدنيا.
الخاتمة
وفي النهاية، علينا أن نتذكر أن صلة الرحم واجب شرعي وأخلاقي، وأن الوقوف بجانب الإخوة ومساندتهم هو صدقة جارية تثمر في الدنيا والآخرة. فليكن شعارنا دائماً: معاً نعيش، ومعاً نقوى، ومعاً نعبر الحياة.