شيماء خيري تكتب .. الأم بين القوه والإرهاق ..أنوثه غائبه...!!


أصبحت الحياه سريعه وضاغطه بشكل يومي. لذلك فالصحه النفسيه ليست رفاهيه مثل ما يعتقد البعض...
ففي ظل هذه الحياه الصعبه أصبحت الصحه النفسيه ضروري للفرد في المجتمع مثلها مثل العنايه بالصحه الجسديه..
وفي مقالي هذا أخص المرأه بشكل عام والأم بشكل خاص ومحايز..فهي أساس البيت وعموده...
فهي زوجه ومربيه وطباخه ومعلمه وأحيانا مضطره لمتابعه عمل خارج المنزل لتواجه الحياه وأعبائها الماديه الثقيله.
تتحمل مسؤوليات معقده وكبيره مما يجعلها أكثر عرضة للضغط النفسي والإرهاق العاطفي وأحيانا إكتئاب...
الأم المضغوطه بين الطاقه والمعاناه..
فهي تعيش في صراع يومي بين أدوارها المختلفه والكثيره. فهي تعمل وتعطي بإحساس ليست مجرد تأدية أدوار تقليديه، بل تأخذ من قلبها وروحها..
كل هذه الأمور تستنزف طاقتها ومجهودها العصبي والصحي ،نزيد علي ذلك توقعات المجتمع فيها، حين يضعها الزوج ، الأهل ، الجيران والأقارب في صورة المثاليه والكمال. مما يجعلها أسيرة إرضاء هؤلاء طول الوقت...وأيضا أسيره لغضب هؤلاء إن قصرت في أي جانب من الجوانب
وبما إن الحياه أصبحت صعبه جدا وشاقه ماديا علي الجميع
فهذه الضعيفه باتت مضطره تتحمل العبء المادي والعمل من أجل العيش والمواكبه، ولم يعد دورها مقتصرا علي الدور الأساسي والفطري والحقيقي الذي خلقت من أجله.( أنثى.. زوجه..أم )
كل هذه الضغوط والمسؤليات تضعها في عصبيه وفقدان شغف وعدم قدره علي مواصلة الحياه بشكل أفضل، فتتراجع قدرتها علي العطاء مما ينعكس علي زوجها وأولادها ويضع الأسره كلها في دائره من التوتر...
الأم المعيله.. قلب يحمل العالم وحده!!
وماذا عن الأم التي وجدت نفسها تكمل الطريق وحدها بعد انفصال أو التي غاب عنها زوجها بالفقد فقررت أن لا يغيب عن أولادها وتولت ذلك..!
حين فرضت عليها الوحده إختارت أن تكون القوه التي تربي وتعلم وتمنح الأمان حتي وهي تبحث عنه!!
كل يوم تبدأ معركة جديده ضد الإرهاق النفسي والمادي وشعور الوحده ، تقاوم الإنكسار وتخفي وجعها ،وتعيد ترتيب الحياه كل يوم لتواجه مسؤليات تفوق طاقتها ،لكنها تفعلها بحب.. كل هذه القوه التي تظهر بها تتحول الي عبء ثقيل يجعلها تتآكل من الداخل بينما تظهر صلابتها
فتخفي دموعها لأن لا وقت للدموع ولا رفاهيه للإنهيار، فهي تعيد تعريف معني الصبركل يوم دون أن تنطق به.. حقا ستظل المرأه المعيله رمزا للصبر الحقيقي...
الدعم النفسي في ثقافة التعاطف ،التقدير. والوعي..
الصحه النفسيه ضروري للأم للاستمرار ولبناء مجتمع سوي. بما أننا ذكرنا أنها مركز الأساس في البيت ومن ثم فهي عمود المجتمع كله.، من هنا نبرز ونسلط الضوء علي دور الزوج أهم داعم في حياتها علي دعمها بكلمه شكر وتقدير علي مجهودها ومنحها وقتا لنفسها ولو ساعه او ساعتين يوميا..
. أما المرأه اللتي فقدت الشريك وقامت بدور الأب والأم معا فهنا يأتي دور الأهل والمجتمع. فهي تحتاج من يدرك حجم مسؤلياتها ليس بالشفقه، إنما بدعمها بالحب والتقدير بدورها وما تقوم به..
وعلي المجتمع أن يمد لها يد العون من خلال إعاده تشكيل صوره ذهنيه عن النساء المعيله وإبراز دورها وتسليط الضوء عليها في وسائل الاعلام وومساندتها بشكل قوي من خلال الموسسات الحكوميه في توفير فرص عمل حتي تتمكن من الإستقلال المادي
كل هذا يصنع فرقا هائلا في نفسها وإن كان لايكفي..فنحن بحاجه الي توفير مؤسسات إجتماعيه داعمه لتخفيف الضغوط وتحقيق التوازن بين أدوارها وإتاحة المختص النفسي الذي يساعدها في ذلك والذي لا يقل أهميه عن الطبيب الي نلجأ له دوار المعده والصداع والام العظام التي تكون في أغلب ىالاحيان نتاج التعب النفسي والحاله النفسييه الحزينه التي تتملك منها..
في النهايه الأم ليست سوبر مان أو روبوت..!
.هي مخلوق ضعيف خلقت له الراحه والسكينه فمن حقها أن تتعب وترتاح لصحه نفسيه سليمه لها ولأبنائها وأسرتها مما ينعكس علي مجتمع كامل ويخلق جيل سوي..
























