الثلاثاء، 23 أبريل 2024 08:34 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

سحر صالح رزق تكتب.. من يكون؟!

سحر صالح رزق
سحر صالح رزق

عندما كُنت في مقصورتي على متن ذاك القطار، اذ جلس بجواري رجلًا عريض المنكبين ممشوق القوام، عسلي العينان حد الأنف أجعد الشعر قوي اليدان، مُمسك بيداه الكثير من الأوراق وعلى وجهة يظهر التعب والإعياء، وكأنهُ لم يذق للنوم طعم مٌنذ عدة أيام، أخرج من جيبه قلمًا، وأخذ يكتب بعض الكلمات.

ومالبث أن تساقطت من عيناه تلك العبرات، انتابني شعور بالحزن عليه، فسألته: مايُبكيك أيها الإنسان؟

قال، يبكيني ما ٱل إليه حال أزهار البستان، وذاك الطير الحزين الٱلحان، وجفاف ماء النهر العذب، بعد أن كان مصدر الٱشجان، ودموع طفلًا بريء أصبح بلا أمل في هذا الميدان، وتحطم تلك الأحلام على صخرة الفلاذ، وصوت آنين النساء يطلبن العون من رب الأكوان، وقهر بعض الرجال فهم ليس كأشباه الرجال، وجفاف الٱرض، واصفرار لونها بعد أن كانت تزهر بالعطاء، واختفاء وتمايل الورد على الآغصان.

ألم تشاهدي أصعدة اللهب في كل مكان!، ورائحة الموت التي تفوح من ذاك الدخان، وتسابق أمواج البحر وكأنها أصبحت طوفان، يؤلمني صرخات طفلة تتوق إلى المعنى الحقيقي للأمان، وصوت أنثى تستغيث بالواحد المنان، يؤلمني ويؤلمني.

سكت بُرهة من الوقت، وقلت له اتبكي، على ضياع الإنسان، أم على موت الرحمة في كل مكان، أم تبكي من صوت المدفع والدباب الذي أصبح سباق بين الأوطان!.

صمتنا سويًا، وإذا بالقطار يصل إلى محطة النسيان.

فقال لي، وداعًا سيدتي، فإني آرى بكِ بقايا من ذاك الإنسان، وبعد سويعات أحسستُ أنه لص قد أخذ مني خِلسة أثمن ما يمتلكه الإنسان!.

بحثتُ عن قلبي، فإذا به رحل معهُ إلى مكان ليس له عنوان، وإلى الأن ابحث عنه في كل مكان.

ملاحظة.. قصة نسجها الخيال

سحر صالح رزق من يكون

مقالات الرأي

آخر الأخبار