السبت، 27 أبريل 2024 01:52 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

تهاني عناني تكتب.. الكلمة

تهاني عناني
تهاني عناني

عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال (إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالى مَا يُلقِي لهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّه بهَا دَرَجاتٍ، وَإنَّ الْعبْدَ لَيَتَكلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقي لهَا بَالًا يهِوي بهَا في جَهَنَّم) (صحيح البخاري).

بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، أثر الكلمة، وما يترتب عليها من أجر أو وزر، فالعبد يتكلم بكلمة، مما يرضاه الله ويحبه، لا يلتفت لها قلبه وباله، لقلة شأنها عنده، يرفعه الله بها درجات في الجنة، ويتكلم بكلمة، مما يسخطه ويكرهه الله، ولا يرضاه، لا يلتفت باله وقلبه لعظمها، فيهوي بها في دركات جهنم.

النبي -عليه الصلاة والسلام- سأل سؤال العارف، قال (أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المفلس الذي لا درهم له ولا دينار، قال: لا، المفلس من أتى بصلاة، صيام، صدقة، ويأتي وقد شتم هذا، وسب هذا وأخذ مال هذا وضرب هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته، طرحوا عليه سيئاتهم، حتى يُطرح في النار)(صحيح الجامع). إذاً فالعبادات، لا تعفي صاحبها من مخالفات آفات اللسان، فكلامك جزء من عملك، قبل أن تتكلم فكر، هذه الكلمة استهزاء بأحد، استعلاء، سخرية، غمز، لمز، طعن، استخفاف، كبر. السيدة عائشة أم المؤمنين، ذكرت عن أختها صفية –ضرتها- قالت (قصيرة –فقط، ما قالت فوق ذلك- فقال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لمزجته "أي لفسدته") (صحيح أبي داود). هذا كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا ينطق عن الهوى.

وقال تعالى فى كتابه الكريم (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة:25).

الصحابة في حُنَيْن قالوا لن نغلب من قلة، نحن كثر، وهم صحابة كرام، وفيهم الرسول الكريم، وجاهدوا معه في بدر، أُحُد، الخندق، وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل الله، وجاهدوا في الله حق جهاده، ومع كل هذه الميزات، قالوا كلمة استعلاء، فكان الدرس، أن الله عز وجل ما سامح الصحابة، وفيهم رسول الله، فمن نحن؟.

فليحذر المؤمن إطلاق اللسان، وعدم تقييده، فقد يلقيها على سبيل المزح، التساهل، لكنها تهلكه. يقول عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل عندما قال له: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، كف عليك هذا، وأشار إلى لسانه، قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم)(صحيح الترمذي) فحفظ اللسان وعدم التكلم إلا عن بصيرة، نظر، عناية، هذا جهاد النفس، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)، وقوله (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18).

كلامكم من أعمالكم، فقد يُفلِس المسلم بسبب كلمة،وقد ينصره الله بكلمة.

تهاني عناني الكلمة

مقالات الرأي

آخر الأخبار