ليلى حسين تكتب: على حافة المدار
بوابة المصريينبدافع حب الذات والبقاء والجنون ..
و تظل الكلمة
جلست أفكر .. و أتساءل .. ؟!
لماذا أقرأ .. و لماذا أكتب ؟!
أقرأ لأمتزج بالعالم حولي .. لأعرف كيف يفكر البشر .. فمحصلة التفكير إضافة .. أقرأ كي أذوب في الكون وتؤنسني الحروف و لا أشعر بالوحدة ..
لماذا أكتب ؟! سؤال ليس سهلا ، فلكل مرحلة عمرية هدف .. في مرحلة ما قبل الشباب تمنيت أن أعمل بالصحافة .. أن أنال مساحة من الشهرة .. فقد كنت أتصور أن النجاح هو الشهرة و الشهرة هي النجاح ..
كم كان عقلي قاصرا و أبجدية الواقع معقدة مبهمة ..
أكتب لأنني أعشق الورق ، أعشق خروشة الورق بين أناملي و رائحته و ملامسه المختلفة و أوزانه و ألوانه .. كم أهوى الاحتفاظ بأقلام الخشب الملونة ، و كثيرا ما يكون لأقلامي الرصاص رأسين أو سنين ..
أعشق المداد الأسود و عبقه ، تكتحل به عيون القلب والروح .. أعشق الألوان الأساسية الصريحة التي ترسم التدريج الظلي لمفردات الحياة في عيني ، و أترجمها وهجا و همسا ، فتتلألأ مشاعري قصائد حب وحكايات ..
لماذا أكتب .. ؟!
لتحتضن أناملي جسد القلم الذي أتنفس من خلاله وأنا أسبح و أرقص بين السطور ، حيث تبدأ عملية الشهيق والزفير ، في رصد الأوجاع ، و مواقيت الفرح والعشق وأشرعة الجمال محلقة ..
أكتب لتتصاعد أبخرة الفكرة و تتخلى عن مرجل أعماقي .. أكتب لتنطلق أحلامي و تغادر مجرة الورق إلى مدارات من لحن و ثورة ، تمرد و عشق لتأكيد الذات وغريزة حب البقاء .. أكتب لتلتقي أنفاسي بأنفاس المحلقين في الكون الوسيع لحظة تخاطر عارمة ..
أكتب لأبدد مشاعري السلبية ، أكتب لأني أعشق الكلمة ..
في البدء كان الكلمة كان الكلمة الله .. ..