الجمعة، 19 أبريل 2024 06:32 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

ولاء مدبولى تكتب.. فيروز وشادى وأنا

ولاء مدبولى
ولاء مدبولى

منذ سنوات اقترن اسم جارة القمر بحالة بين الشباب سميت (فيروز والشتاء والقهوة الصباحية).

انت صاحب مزاج، مثقف ومختلف إذا تتناول القهوة صباحًا مع صوت فيروز وهذه الطقوس لا تكتمل إلا بالشتاء.

دعني اخبرك عن فيروز أشياء أحبها، فأنا لا شئ لأخبرك عن تاريخ طويل مليء بمحطات ثرية للغاية، بحاجه لمجلدات تخلد في عالم الفن.

دعني أخبرها في شهر ميلادها أني أحبها، اعايدها.. نحن لم نلتقي ولن نلتقي، لكن أَنْتِ صنعتي لي لقاءات كثيرة مميزة وراسخة في الوجدان، المرأة التي ولدت في 21 نوفمبر عام 1935 بدأت ولن تنتهي.

أعلم أنك عزيزي القارئ، ربما رقصت بفرحة غامرة يوم زفافك على أنغام سهر الليالي، أنا لحبيبي كانت مرحلة لحبك الحقيقي، وتوجعت من خلال سألوني الناس، ذات صباح باكر كنت مسافر لوحدك تنتظر القطار وكانت تقول لك يسعد صباحك يا حلو، ليالي شتوية كثيرة كنت وحدك وهي كانت تعلم ذلك فجلست بجوارك، لا يمكنني أن أخبرك بكل ما غنت.

فيروز عدد لا يمكن ذكره من الأغنيات، فيروز عدد لا يمكن ذكره من الحالات، فيروز عدد لا يمكن ذكره من الصدق، قدمت كل شئ وتركت لي شئ هام بداخلي.. هي من تغنت بكل حب زهرة المدائن، سيف فليشهر، خذوني إلى بيسان، يا ربوع بلادي، يافا، سنرجع يومًا إلى حينا، يا مروج بلادي، يا مال الشام، يا ليل بلادي، احترف الحزن والانتظار، أنا لا انساك فلسطين، الان الان وليس غدًا، يا جسرًا خشبيًا، بيسان، يا شام عاد الصيف، يا حرية، يا حمام يا مروح، وطني، نشيد المقاومة، سوريا، سافرت القضية إلى دمشق، القدس العتيقة، أحب دمشق.

فيروز لم تكن لي مغنية الصباح، لم أصطحب صوتها العزب مع فنجان من القهوة، لم تكن لي شتاء، هي حالة غمرت وجداني بها، بكل سلاسة صنعت حقيقة بداخلي منذ الصغر، شكلت حب حقيقي، فيروز أخبرتني بالموسيقي أن هناك قضية ستبقى إلى الأبد قضيتي.

فلسطين حفرت بداخلي بصوتها، لم أكن أفهم لكن شعرت بشدة، شادى كان صديقي منذ ذلك الوقت، كانوا عشرين مره وقت ما ضاع شادي.. الآن أربعة وسبعون، ولا ندري إلى متى؟ ومتى فينا نلاقي شادي؟ ربما الجميع تناسي شادي، لم انساه هو صديقي ودومًا تذكرني فيروز بذلك.

قالها محمود درويش، إن ما قدمته فيروز للقضية الفلسطينية لم يقدمه الفلسطينيين أنفسهم، فيروز أَنْتِ من زرع حب الوطن بداخلى، أَنْتِ من جعلني اتجول بشوارع الشام العتيقة وأصبح منهم، حين انظر لوجهي بالمرآة أرى كل ما سمعته منك فى صغري، أنكر حقيقة ما يحدث، أنكر ما حل بالشام، أنكر أنني لن أجد شادي.. أنا أيضًا لم أكبر مثل شادي وبقيت هناك، عند تلك القصة التي سردتها لنا.

فكيف لا أحبك، كل عام وأنا ابحث عن شادي معك، كل عام وانت بخير.

ولاء مدبولى فيروز شادي شادى جارة القمر القضية الفلسطينية محمود درويش فلسطين

مقالات الرأي

آخر الأخبار