السبت، 27 أبريل 2024 08:10 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. رشا محمد تكتب: هل الزواج جميلا؟

د. رشا محمد
د. رشا محمد

دعك ممن يرددون بأن الزواج شيء هامشي وبأنه ليس بالضروري وبأن التفات الإنسان الى تحقيق طموحاته علمياً وعملياً يغني عن الزواج وبأن الحرية لا شيء أجمل منها حيث لا يوجد شخص يتحكم فيك في كل مناحي حياتك، اقول لهم أنتم مخطئون فالزواج هو قمة النجاح وقمة التفاهم وقمة المشاركة فعندما تتزوج تجد شخص يقف بجانبك في كل حالاتك وفي كل تقلباتك وفي كل عثراتك تجده يقومك في لحظة انكسارك ويحنو عليك في لحضة ضعفك ويربت عليك متى ما احتجت له

قد يكون سؤال (كيف أختار شريك حياتي؟) السؤال المصيري الأكثر أهمّية وجدّية في حياتك كلّها، فالإجابة عن هذا السؤال ستُشكل حياتك الخاصّة إلى الأبد، لما سيترتّب على هذا القرار من سعادة أو تعاسة وما يعقبه من أطفال مُميّزين أو سيّئين
في هذا المقال، سنحاول عرضَ بعض نتائج أبحاث علم نفس العلاقات، والتي درست العوامل الأساسية التي تشكّل العلاقات الناجحة، والتي حاولت استخلاص أهمّ العوامل التي تتنبّأ بعلاقة ناجحة بين الطرفين
* تشكّل العلاقة الزوجية حجرَ أساسٍ في حياة معظم البشر. وقد وجدَت أبحاثٌ في السنوات الأخيرة أنّ نسب الرّضا/السعادة لدى الفرد في العلاقة الحميميّة هي أحد أفضل المتنبّئات بحالته النفسية بشكل عام (إذا ما قارنّاها بنسب رضاه في المجالات والعلاقات الأخرى في الحياة، مثل العمل أو الصداقة أو العائلة أو المجتمع بشكل عام.

* واستنتجت أبحاثٌ أخرى أنّ المتزوّجين يعيشون حياة أطول، تحديدًا حين تقلّ في علاقاتهم نسب الخلاف والعدوانية، وترتفع نسب الرضا والسعادة لدى الطرفين. بل إن بعض الدراسات خَلُصَت إلى أنّ الحالة الصحية ككلّ (بما فيها الجسدية والنفسية) تتأثّر بشكل واضح جدًّا بوجود المشكلات وغياب الرضا في العلاقة الزوجية.
* ورغم أنّ هناك قناعة شائعة لدى البعض بأنّ الزواج أيًّا كان يُعتبر أفضل للإنسان من ألّا يكون متزوّجًا، فإنّ هذا كلام غير دقيق إذا ما عرفنا أنّ العلاقات السيئة والمليئة بالنزاعات والخلافات تخلّف آثارًا نفسيةً سيئة وتترك جروحًا غائرة في نفس الإنسان لذلك، ليس كل العلاقات سواء
* من هنا، تكمن أهمية قرار اختيار شريك الحياة. فهو الشخص الذي نقضي معه أغلب أوقات حياتنا (أكثر حتى من الوالدين والأبناء والأصدقاء.
لماذا ينبغي عليّ اختيار شريك حياتي بعناية ولماذا تنجح العلاقات الزوجية؟

أوّلًا: من أهمّ هذه الاتّجاهات هي التأكيد على أهمية وجود قدرةٍ على النقاش والتفاوض لحلّ الخلافات وإدارة المشكلات. أي -باختصار- وجود طريقة صحية وفعّالة للتعامل مع الخلافات، بما يشمله ذلك من تقديم تنازلات مشتركة والسعي لفهم الآخر.

ثانيًا: تؤكّد أبحاثٌ كثيرة على أهمية وجود إحساسٍ عامٍّ بالأمان (Security) لدى الطرفين تجاه بعضهما بعضًا؛ لأنّ هذا الشعور -كما يقول متخصصون- هو شرطٌ أساسيّ لمشاعر وسلوكات أخرى تعزّز العلاقة ونسب الرضا فيها، مثل: الإفصاح عن الذات (Self-disclosure) دون خجل أو خوف، حتى عند الخطأ والتقصير، والشعور بالأريحية في العلاقة الجنسية الحميمية، وكأنّ هذا كلّه يؤكّد نصيحة: “اقترب عندما تطمئن، لا عندما تنبهر”
ثالثًا: تشير دراساتٌ أخرى إلى مفهوم الصّداقة بوصفها عاملًا وسيطًا يؤدي دورًا مهمًّا في زيادة نسب الرضا، ووجدت دراسات أن من تزوّجوا أشخاصًا يعتبرونهم "الصديق المفضل" كانت نسب رضاهم مضاعفةً مقارنةً بغيرهم، والصداقة تعني بطبيعة الحال وجود ثقة متبادلة ومتعة في إمضاء الوقت واهتمامات وتجارب مشتركة واحترام عميق للطرف الآخر بمعزلٍ عن العلاقة الحميمية بحد ذاتها
رابعًا: يبدو أن من أهمّ أساسات العلاقات الحميمية هو التكافؤ. أيّ أن تكون الاعتمادية متبادلة، وألّا يكون هناك اختلال في التوازن العامّ للعلاقة باتجاه طرف على حساب الآخر
خامسًا: درَست بعض الأبحاث عددا من الصفات المحددة في الشخصية ويبدو أن النتائج كانت متواترة بشأنها. ومن أشهر الأمثلة على ذلك هما: حسّ الفكاهة، حيث يبدو أن امتلاك حسّ فكاهة مشترك بين الطرفين يدعم نسب الرضا الزوجي في العلاقة، بينما تلعب سمة القلق العاطفي دورًا سلبيًّا، وتحديدًا إذا كان الطرفان يشتركان في تسجيل نسب عاليةٍ منها

الزواج والحياة الزوجية كالدنيا، ليست على وتيرة واحدة، بها الأفراح والأطراح، بها ما يسر القلب ويرضيه، وبها ماتنغص عليه وتقبض الروح، وعلي كل عاقل ناضج يدرك أن الزواج سنة الله في خلقه جميعا، فعليك فقط أن تحسن الاختيار

د. رشا محمد الزواج جميلا

مقالات الرأي

آخر الأخبار