تحت السماء المليئة بالنجوم حيث حلقت النسور، تجد المكان الذي انتمي اليه، وهناك تصلني من القراء العديد من الرسائل. وفي اخر مقال تفضلت الصديقة الشاعرة ليلي حسين بهذة الرسالة وهذا جزء منها " حضرتك دائماً تتحدث عن العقل الباطن علي أنه دفقة امل وإرادة وتحقيق أحلام.. المشكلة كيف للإنسان تحفيز العقل للابتعاد عن سلبيات الواقع.. اوقعتني في مأزق من التساؤلات والأمال أيضاً.."
وفي رسالة أخري للصديقة مي نعمان هذا جزء منها " علي فكرة برضه اسفة اختلف معاك في الرأي انا عمري ما اقتنعت بالدكتور إبراهيم الفقي مع احترامي ليه طبعا وكلامه اللي هو انت تقدر وانا قادر وانت مفيش منك والي ذلك.."
وصديق اخر اسمه جمال يتحدث في رسالة عن العقل الباطن أنه وهم وسراب..
وفي رسالة أخري للصديقة ليلي قالت " كم اثار مقالك حيرتي ما بين العقل الباطن والعقل الواعي.. أما عن الإيمان فلا اظن مطلقاً أن الإيمان الحقيقي له نفس سلطة الإيمان الزائف من الإيمان الحقيقي "
الحقيقة أن العديد من الأصدقاء يرون في الحديث عن قوة العقل الباطن علي أنه خرافات وكل من اقترب من تفسير بعض الظواهر الغريبة التي تتكرر في حياتنا يتعرض للسخرية والتسفيه حتي ظهر علم الظواهر الخارقة أو علم الخوارق، وهي احداث لا يمكن تفسيرها وفقاً للقوانين العلمية والمعرفية الطبيعية لدي البشر.
وعلم الخوارق يتناول الظواهر الغير طبيعية الصادرة من العقل الواعي وحتي تدرك الحديث القادم أوضح أن العقل الواعي هو العقل اليقظة والمدرك لما يحدث حولك أما العقل الباطن هو مركز العواطف والانفعالات وهو مخزن الذاكرة وهو العقل اللاوعي حيث تتم عمليات في العقل تحدث بشكل تلقائي تحت سطح الإدراك الواعي.
والعقل الباطن لا يفرق بين الحقيقي والزائف فهو علي حسب البرمجة التي يتم عليها وما يتم تخزينه من معتقدات وذكريات ومهارات، اذا تم برمجة العقل الباطن بمشاعر جميلة وذكريات رائعة سوف تكون شخصية رائعة سوية أما إذا تمت البرمجة بذكريات سوداء ومشاعر سلبية..فالنتيجة شخص سئ بغيض.
في علم الخوارق يتناول الأشخاص الغير عادين، اصحاب القدرات الخارقة وهم نادرين مثل الطفلة نور من مصر التي ظهرت مع الإعلامي عمر الليثي تعرف كل أجزاء الجسم البشري وخصائص ووظائف كل عضو وعمرها لا يتجاوز الخمس سنوات وأيضا طفلة أخري من الهند شاكونتالا التي لم تتجاوز ال 6 سنوات ونافست الكمبيوتر في حساب الجذور التربيعية والتكعيبية لأرقام كبيرة وفازت عليه.
يحدثنا الكاتب الاستاذ راجي عنايت في كتائب 30 ظاهرة خارقة حيرت العلماء عن أشخاص يمتلكون قدرات عقلية مدهشة وقصص غريبة ومشوقة اغرب من الخيال، والعلم عاجز عن إيجاد تفسير لها ويستنكرها العقلاء.
في مسابقة الذاكرة التي ابتكرها توني يوزان يتبارز المتسابقون علي من يستطيع حفظ اكبر عدد ممكن من الأرقام خلال ساعة من الزمن وتذكر اكبر عدد من الوجوه خلال 15 دقيقة مع تخزين العديد من الأرقام الثنائية في الذاكرة وتحديات أخري كثيرة، وفي كل عام تظهر قدرات عقلية غير عادية في المسابقة مثل اليكس مولين الذي استطاع فقط ترتيب أوراق اللعب في اقل من 19 ثانية. يقول توني يوزان " نحن أناس مثلنا مثلكم فقط إتقان الأمر بالتدريب كل يوم لمدة ساعة علي الأقل" وعليك أن تصدق فقد تم إخضاعهم جميعاً للفحص أثناء عملية التذكر ووجد أن أدمغتهم عادية جدا.
هذه بعض النماذج من الأشخاص اصحاب القدرات العقلية الخاصة واحب أوضح أننا لا نستخدم من العقل الواعي سوي ما بين 8 : 10 من حجم العقل للأشخاص العاديين أما العقل الباطن في حالات الاسترخاء أو النوم نستخدم كامل قوته وحتي نستطيع استيعاب قدرات العقل الباطن التي إذا برمجتها بأسلوب جيد تستطيع أن تصنع المعجزات.
سوف أوضح التالي : دماغك يحتوي علي 85 مليار خلية عصبية ويمكن لكل خلية عصبية إنشاء 1000 اتصالاً بخلايا عصبية أخري، إذا كانت كل خلية تستطيع تخزين ذاكرة واحدة سوف تحدث أزمة في عملية التخزين ولكن الخلايا العصبية تستطيع أن تساعد بعض ومن خلال التعاون تزيد مساحة التخزين إلي 2,5 بيتا بيت( 1 بيتا بيت = مليون جيجا بيت ) ماذا يعني ذلك وحتي تستطيع تخيل الموضوع 2,5 بيتا بيت تساوي ملايين الساعات من افلام الفيديو مما يعني 300 سنة متصلة من المشاهدة هذه هي مساحة التخزين في عقلك وتحت امرك فماذا سوف تخزن بها ؟ هذا السؤال هو ما يطلق عليه برمجة العقل الباطن وما يتم تخزينة في 2,5 بيتا بيت هو ما يجعلنا أشخاص ناجحين أو أشخاص فاشلين.
المستحيل يا صديقي وهم نقيد به أنفسنا وانت فقط من لا يدرك قيمة قدراته. انطلق وحلق معي في السماء.
داخل دفتر عقلك يحتوي علي عديد من الخربشات وعليك أن تكتب منها قصتك الخاصة.
عزز قواك الإبداعية بالخيال، الخيال الموجه الخاضع للسيطرة، حيث تغرس الفكرة في عقلك الباطن ويتجسد علي شاشة الفضاء في صورة أو تجربة، فالخيال هو اقوي ملكاتك حيث تصبح ما تتخيله لنفسك.
ثق بخيالك مثل هوارد شولتز المعروف باسم رجل ستاربكس الذي حول شركة ستاربكس من شركة بن صغيرة الي شركة عملاقة في عشرات الدول بكل أنحاء العالم.
امن بما تريد وسوف تحصل عليه حيث يتحول الخيال إلي حقيقة، كل ما يرسمه المهندس المعماري الأعظم بداخلك شوف ينتقل الي شاشة عقلك الواعي ويعمل عقلك الباطن علي تحقيقه.