الخميس، 25 أبريل 2024 07:34 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب.. الدومينو

بوابة المصريين

هو نوع من الألعاب القديمة التي يلعبها عدد لاعبين من اثنين إلى أربعة، تحتوي مجموعة الدومينو المعروفة علي 28 قطعة مستطيلة مطبوع عليها الأرقام من 0 إلى 6.

يحاول كل لاعب إنزال كل القطع التي لديه قبل الآخر، كما يحاول جعل الآخر يسحب أكبر عدد ممكن من القطع الموجودة على الأرض في السحب.
تختلف الدومينو عن باقي الألعاب حيث في الألعاب الأخرى تنتهي بلاعب فائز وآخر مهزوم، أما الدومينو فيها التعادل، وفيها أحد اللاعبين يقفل الدومينو بغرض الحصول على أكبر مكسب ولكن قد يخسر في القفل.

في المغامرة المحسوبة مثل قفل الدومينو قد تخسر بفارق نقطة واحدة وأيضا قد تكسب بفارق نقطة واحدة.

مغزى التفكير وحساب الأرقام هو بناء صورة ذهنية للمكان الذي أريد أن أصل إليه. الدومينو لعبة العقل وتوقع تصرف خصمك وارتقاء ذهنك.
إذا كان بإمكاني بناء صورة ذهنية لشيء ما، فأنا قادر تماما على بناء نسخة طبق الأصل منه في عالمي، وأعتقد أن ما يجب أن تدرسه هو كيف يعمل هذا الجزء غير المادي من عقلك؟.

ماذا يحدث عندما أفكر ومن أين تأتي الأفكار؟ مثل الطاولة كان على شخص ما أن يفكر في بناء الطاولة. الأفكار في كل مكان، ونحن نجذب الأفكار إلى أذهاننا ونقوم ببناء الصور.

ما أريد أن تفهمه، هو الجانب غير المادي من أنفسنا ماذا يفعل؟ عند بناء صورة ذهنية لشيء ما فأنت قادر تماما على بناء نسخة طبق الأصل، إذا قمت ببناء صورة عني كشخص سعيد ومرتاح، فأنا أستطيع أن أعيش هكذا، وإذا قمت بناء صورة لنفسي علي أنني مزدهر، يمكنني أن أصبح مزدهرا، العظمة تأتي من الخيال.

تخيل أنه عندما بدأ أديسون أول مرة عمل المصباح الكهربائي، كان يتخيله كله، ظل يتخيله وقام ببنائه نظريا وبعد ذلك قام ببنائه في صورة ثم جعلها حقيقة.

عندما تقفل الحياة معك مثل الدومينو عليك أن تغير مكان جلوسك والأصدقاء، هكذا وعي الرجل صاحب الأسرة المكونة من أربع بنات تعليم تجاري وصبي في الثانوي العام وأمل هذا الرجل الأسواني المقيم بالقاهرة، عم فؤاد مدير مكتب بريد مدينة المبعوث، احتار في سقوط ابنه كل عام في الثانوي، لكنه لم يتردد كثيرا فهو رجل مثقف واع يعلم جيدا أن تغيير البيئة عامل مهم في تغيير الانسان وهذا ما عمله مع ابنه عندما طلب مني التعرف علي عماد ورتب لقاء علي قهوة سيد عبيد في الثمانينيات من القرن الماضي واستمرت العلاقة حتى اليوم، من خلال هذه العلاقة تعرف عماد على وجه آخر للحياة وهدف، الدفاع عن حقوق الضعفاء والفقراء، كان لهذه الصداقة الأثر في أن تتغير رؤية عماد للحياة والمستقبل حلم وقام ببناء صورة ذهنية لنفسه، صورة لشخص ناجح وسعيد. تخطي امتحان الثانوية العامة ودخل كلية تجارة جامعة عين شمس، يلتحق بالعمل في مقر حزب التجمع وتتنوع مصادر ثقافته ووعيه بالحياة من خلال العمل مع دكتور رفعت السعيد والدكتور ماهر عسل والاستاذ عبد العال الباقوري والاحتكاك مع قادة الفكر والثقافة والأدب.

رغم إعاقته بشلل الأطفال، إلا أن هذا لم يقلل من وسامته ليتزوج حبيبته منذ الصغر لتكون شريكة حياته وأم لدكتورة ومحامية ومهندس كمبيوتر.

يمتاز عماد أنه شره في وجباته المعرفية ليصبح من ألمع الكتاب في جريدة الوطن وقبلها في جريدة مصر اليوم وصحفي يشار له بالبنان ويحقق حلمه والصورة التي رسمها لنفسه.

إنه نموذج شاب يستطيع أن يغير من وضعه، إثبات علي أن كل شخص يمتلك القدرة علي أن يذهب الي المكان الذي يريده ولا يمنعه سوى ضعفه، فلا تستسلم الي الهوان وخذ المبادرة الان وفعل جينات التغيير في داخلك.
فعل عم فؤاد لم يكن ذا تأثير فقط على عماد لواحدة، لكن الأسرة كلها. وأقدر أقول إنها بذور صالحة فقط تحتاج البيئة المناسبة.

فتاة حاصلة علي دبلوم تجارة بلا عمل ولكنها تحلم، تنشط في مقر حزب التجمع بالزيتون، ندوات عن المرأة والأسرة، بعدها تنقل إلى المقر المركزي لتعمل سكرتيرة للاتحاد النسائي، تحتك بقيادات العمل النسائي في مصر أمينه شفيق، ليلي الشال، فريد النقاش، فتحية العسال، عظيمة الحسيني، تتأثر بهم وتتغير تفكيرها وترتقي وتتطور، تلتحق بمعهد تعاون وتحصل علي بكالوريوس تعاون، وتدخل مصلحة الضرائب لتعمل مأمورة في مصلحة الضرائب على المبيعات. تأسس نقابة العاملين في الضرائب وتصبح رئيس النقابة تدافع عن حقوق العمال.

أهم شيئا في حلمك، في الصورة الذهنية أن تكون محدد الهدف منذ البداية، واجعله حقيقة بالنسبة إليك.

لا تجعل الدومينو تقفل معك وترهن فوزك علي تخمين قد يصيب وقد لا، ثق في نفسك وكن الشخص الذي تريد، اذا فشلت حاول مرة أخري، اذا سقطت قوم وابداء من جديد، لا تعلق خسارتك علي أحد، ولا تعتبر الخسارة فشل وانما هو طريق اخر لا يصل للغرض، لا تندب حظك و تلعن الدنيا، واعلم انك اكبر مشروع تعمل علي تطويره، ويجب أن تستثمر فيه بكل وقتك وجهدك وتعمل علي تدريب ذاتك و مهاراتك كما فعل عمادا وفاطمة.

هشام بيومي الدومينو

مقالات الرأي