هشام بيومي يكتب .. الشك


في اللغة العربية، الشك هو التداخل في المقاييس، قال ابن فارس : الشك هو خلاف اليقين وفي مطلق الأحوال هو التردد بين شيئين وهو حالة ذهنية يكون الدماغ فيها معلقاً بين افتراضين متناقضين أو أكثر، يعجز عن قبول أي منها، والشك علي المستوي العاطفي هو تذبذب بين التصديق والإنكار وقلت اقتناع ببعض الحقائق أو التصرفات أو الدوافع أو القرارات.
تري البوذية أن الشك يتضمن نهجا أكثر باطنيا وجمودا وتري أن الشك ارتباطا سلبي بالماضي و الحاضر.
أما فرويد تعزو نظريته في التحليل النفسي أن تجارب الطفولة تزرع الشك في نفس الفرد حول إمكانياته وقدراته.
أما ديكارت جعل الشك أداة منهجية بارزة في تحقيقاته الفلسفية الأساسية والتفريق بين المحتمل والمؤكد، يقول كانط: يمكن مبدأ الشك في القاعدة التي تباشر المعارف بصورة تجعلها معارف غير يقينية وعلي نحو تبين فيه كذلك استحالة بلوغ اليقين وهذا المنهج الفلسفي هو التفكير الشكي.
تقول الدكتورة هبه عبد الإله يونس مدرس مساعد كلية آداب جامعة الموصل: حيث أن المواقف التي يخلص إليها اي فيلسوف هي بتأكيد نتيجة للشك في مواقف معاكسة وما يعني أن التفكير الفلسفي ينبذ فكرة التسليم العشوائي بالافكار دون الارتياب فيها، والشك الفلسفي لابد أن يكون منهجا غايته الوصول إلي الحقيقة والمعرفة اليقينية القائمة علي البرهان.
اذا هو منهج يفرض بكامل إرادة صاحبه بغرض تطهير العقل من الأخطاء وهي استراتيجية منظمة من أجل البحث والتحقق وحسن اتخاذ القرار.
هناك دائما خيارات قد تندم عليها وعواقب لم تتواقعها، ومسارات بديله نتمني لو نسلكها، وهنا يأتي أهمية الشك في التوقف لحظة من أجل التفكير، اتحدث عن عاداتك، اجعل الشك عادة وشكك في كل شيء، عندما تشتري شيء أسأل عن السعر وعن الجودة وتاريخ الإنتاج والدولة المنتجة وخدمة ما بعد البيع، اسال عن كل شيء في كل وقت.
اجعل الشك استراتيجية في تفكيرك، فهي تجعلك لا تتسرع في اتخاذ القرار، الشك هو ضرورة المعرفة وتطورها.
عدم التسليم بأي معلومة أو رقم او مقولة والتحقق منها قبل الاقتناع بها واستخدامها، شك واسال واستفسر، عندما تفعلون ذلك سوف تحصلون علي حريتكم... الحرية الفكرية والمالية الحرية من الفقر والجوع.