السبت، 27 أبريل 2024 09:08 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب: العادات الإيجابية

هشام بيومي
هشام بيومي

العادة هو ما يعتادة الإنسان أي يعود إليه مراراً وتكرارا. تمثل العادات النشاط البشري من طقوس أو تقاليد تستمد في أغلب الأحيان من فكر أو عقيدة المجتمع، وتدخل العادات في كثير من مناحي الحياة مثل الفن والترفيه والعلاقات بين الناس، إجمالا هي مجموعة من قواعد السلوك تنتج عن إتفاق ضمني.
تلعب العادات دورا بالغ الأهمية في جعل حياتنا أسهل، فنحن كبشر نتخذ الكثير من القرارات الصغيرة والكبيرة في حياتنا اليومية ونقوم بأداء مجموعة متنوعة من المهام والتي تتطلب قدرا كبيرا من الطاقة والتركيز، ونتعرض في النهاية للإرهاق لأن طاقتنا محددة، وهنا تلعب العادات دورها الأهم من خلال تدريب الدماغ علي إختيار القيام ببعض المهام المحددة دون تفكير بها.
أصل العادة خاطرة تطورت الي هم، ثم عمل، يتكرر هذا العمل حتي أصبح عادة. تقسم العادة إلي قسمين عادة إيجابية وهي السلوك المتكرر بين عقلاء الناس، وتشكل حافز قوي يدفع الإنسان الي الإصرار والرغبة في تحسين اسلوب حياته وتنمية شخصيته. القسم الثاني العادة السلبية مثل تناول المسكرات والمخدرات وتناول الدهون والأغذية المصنعة وعدم ممارسة التمارين الرياضية والعلاقات التي تتصل بالشهوات التي تدمر العقل والجسد.
تتلخص مشكلة كثير من الناس بأنه يعي سلبياته لكنه يخفق في كيفية تعديلها، كما يركز البعض علي تعديل نواقصه ويتجاهل قدرته علي تكوين مهارات ترفع قيمته في سوق العمل وتساعده علي النجاح.
إن تكوين العادات الإيجابية وتشكيل السلوك السليم يأتي من خلال وجود حافز قوي يدفع الإنسان إلي الإصرار علي تحسين أسلوب حياته من خلال توليد عزيمة تهيمن علي الإنسان لإخراج أفضل ما لديه.
مراحل تكون العادة من خلال التجربة والفشل والتعلم ثم التكرار وهي مراحل طبيعية ستمر بها في أثناء خلق عادة إيجابية. الإنتقال من وضع الراحة إلي حالة معينة معتاد عليها يحتاج إلي الكثير من الجهد والإرادة حيث يقاوم العقل الإنتقال إلي العادة الإيجابية. خلال هذه المرحلة سوف تعاني كثير من المشاعر القاسية والسلبية ثم تأتي مرحلة عدم الراحة وتحتاج إلي إرادة أقل من المرحلة السابقة ولكنك ستبقي في حالة من المشاعر غير الجيدة وصولا إلي مرحلة التلقائية وهنا تتحول العادة إلي سلوك طبيعي لا تحتاج إلي التفكير والجهد.
المهم أثناء بناء العادة الجديدة هو التركيز علي الإلتزام اليومي في ممارسة وتكرار الفعل المطلوب أن يصبح عادة وليس التركيز علي النتائج، فأنت تبني سلوك وأسلوب حياة. حافظ علي الحماسة من خلال إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابين في حياتك.
لا يميز العقل الباطن بين العادات، فهو يعمل بطريقة أن كل شيء يتكرر سيصبح عادة مع مرور الوقت، فكما يكتسب بعض العادات الإيجابية، يمكن أن يكتسب بعض العادات السلبية.
الإلتزام بالحفاظ علي العادات الإيجابية يساعدك بشكل كبير علي زيادة ثقتك في نفسك وأفعالك، ويؤدى الي المزيد من إحترام الذات والقدرة علي الشعور بأنك أفضل.
العادات الإيجابية تقدم لك ما تحتاجه للنجاح، وتساعدك علي الوصول إلي الأماكن التي تريد أن تكون فيها وأن تحقق الأهداف التي تسعي إليها.
إن عملية بناء العادات معقدة وصعبة وتتطلب الكثير من الإلتزام والقدرة علي مقاومة إغراءات العادات السلبية، لذلك حافظ علي عاداتك الإيجابية ورسخها فهذا هو المفتاح الأساسي لإحداث التغيير الإيجابي وتحويل أفعالك المرغوبة إلي عادات ولا تحاول بناء عادات كثيرة في نفس الوقت، وعند تحقيق أكتساب عادة إيجابية، أحتفل بهذا الإنتصار، فهذا تشجيع اللاوعي لديك علي الإلتزام بالعادة الإيجابية الجديدة بشكل أفضل.
أبني عادات إيجابية لكي تصنع لنفسك حياة أفضل، فهذا هو الفارق الجوهري بين الإنسان العادي والإنسان الناجح.

هشام بيومي العادات الإيجابية

مقالات الرأي