السبت، 27 يوليو 2024 05:03 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

د. رشا محمد تكتب: وقد ينكسر في النفس شيئا لايجبره الف اعتذار

د. رشا محمد
د. رشا محمد

الاعتذار سمة حضارية وتصرّف مبنيّ على محاكاةٍ بين العقل والنفس، وهي ثقافة يجب أن ندرك ماهيتها، ونستوعبها جيداً، فهي ليست مسألة كرامة، ولا دلالة على ضعف الشخصية، وإنما وعيٌ تام بأهمية تنقية القلوب من شوائبها.

أسباب عدم قبول الاعتذار:

الإعتذار هو عملية تعبير عن الندم أو الأسف عن فعل أو سلوك قد يكون قد أحدث إساءة للآخرين. يعتبر الاعتذار جزءًا مهمًا من العلاقات الإنسانية والثقافية، حيث يساعد على إصلاح العلاقات المتضررة وبناء الثقة. يمكن أن يكون الاعتذار عملية صعبة لبعض الأشخاص، لكنه يعكس قوة الشخصية والاحترام للآخرين.

هناك بعض الحالات التي قد لا يكون فيها الاعتذار مقبولًا بشكل كامل، مثل الأفعال الجسيمة التي تسببت في آثار جسيمة على الآخرين، مثل الجرائم الخطيرة أو الإساءات الجسدية الخطيرة. كما قد لا يكون الاعتذار مقبولًا في بعض الحالات عندما يكون متكررًا بدرجة تشير إلى عدم جدية الشخص في تغيير

توجد عدة أنواع من الاعتذارات التي قد لا تكون مقبولة بشكل عام، منها:

الاعتذار الزائف أو السطحي، الذي يكون خاليًا من الندم الحقيقي أو الاعتراف بالخطأ.
الاعتذار الذي يتضمن تبريرًا للسلوك الخاطئ بدلاً من الاعتراف به.
الاعتذار الذي يتضمن نقل المسؤولية إلى الآخرين دون تحمل المسؤولية الكاملة.
الاعتذار الذي يأتي بشكل متكرر دون تغيير في السلوك المسبب للإساءة.
الاعتذار الذي يكون غير صادق ويظهر بوضوح أنه يأتي من أجل الحصول على مكاسب معينة أو لتجنب عواقب محتملة.

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى عدم قبول الاعتذار، بما في ذلك:

عدم صدق الاعتذار: عندما يظهر الاعتذار بشكل غير صادق أو غير جدي، يصعب على الشخص المتضرر قبوله.
عدم اعتراف الشخص بخطأه: إذا لم يكن الشخص الذي يعتذر مستعدًا للاعتراف بأخطائه وتحمل المسؤولية، فمن الممكن أن يصعب على الآخرين قبول اعتذاره.
استمرار تكرار الخطأ: إذا كان الشخص يعتذر بشكل متكرر لنفس السلوك الخاطئ دون تغيير في السلوك، فقد يفقد الاعتذار مصداقيته.
الإضرار الجسدي أو النفسي الجسيم: في بعض الحالات، قد يكون الضرر الذي تسبب فيه الشخص جسديًا أو نفسيًا جسيمًا لدرجة أن الاعتذار وحده لا يكفي لتصحيح الوضع.
عدم اتخاذ إجراءات تصحيحية: يمكن أن يؤدي عدم اتخاذ الخطوات اللازمة لتصحيح الوضع إلى عدم قبول الاعتذار، حيث يمكن أن يراه الشخص المتضرر كتصرفات فارغة.
بشكل عام، يجب أن يكون الاعتذار صادقًا ومصحوبًا بإجراءات تصحيحية مناسبة لزيادة فرص قبوله من قبل الشخص المتضرر.

كيف تقدم اعتذاراً له معنى
. الاعتذار الهادف يتمثل في ثلاث كلمات: الندم والمسؤولية والعلاج.

– الندم والأسف

أنت بحاجة إلى إعلان أسفك لأنك تسببت في إلحاق الأذى أو الضرر.

– المسؤولية

قبول المسؤولية عن أفعالك، وهذا يعني عدم إلقاء اللوم على أي شخص آخر وعدم تقديم أعذار لما فعلته، ولكي يكون الاعتذار فعالاً، يجب أن يكون واضحاً أنك تقبل المسؤولية الكاملة عن فعلك أو عدم اتخاذ إجراء ما لذلك، يجب أن يتضمن اعتذارك بياناً بالمسؤولية.

– العلاج

الإعلان عن الرغبة في معالجة الوضع، بينما لا يمكنك التراجع عن الماضي، يمكنك إصلاح الضرر الذي تسببت فيه، لذلك، يجب أن يتضمن الاعتذار المجدي بياناً تقدم فيه الرد، أو وعداً باتخاذ إجراء حتى لا تكرر السلوك.

ما لم تكن جميع هذه العناصر الثلاثة موجودة، فإن الشخص الآخر سوف يشعر أن هناك شيئاً مفقوداً في اعتذارك.

مراحل الاعتذار الجيد

وفقا للباحثين في جامعة ولاية أوهايو فقد وصلوا إلى ست مراحل للاعتذار وهي كالتالي:

ـ الإعراب عن الأسف : “أنا آسف”.

ـ شرح أن ما حدث كان بطريق الخطأ “وذلك هو بالضبط ما حدث دون قصد مني”.

ـ الاعتراف بالمسؤولية “كان هذا خطأي”.

ـ الإعراب عن الندم : “أشعر بالحرج الشديد حيال ذلك”.

ـ عرض الإصلاح: “اسمح لي أن أقوم بإصلاح ما أفسدته”.

ـ طلب الغفران: “آمل أن تغفر لي”.

ويقول الباحثون إن هناك عنصرين هما الأكثر أهمية هما:

أنه كلما كان اعتذارك يشمل قدراً أكبر من تلك العناصر الـ6، كلما كان ذلك أفضل، ولكن إذا كنت لا تستطيع الحصول على كل الـ6 المذكورين أعلاه، فإن أهم نقطتين تركز عليهما هما: قول “أنا آسف.. كخطوة أولى”. ثم تقول: “كيف يمكنني إصلاح خطئي؟” وبهذا تكون قد أحسنت صنعاً.

في النهاية، يجب أن يكون الاعتذار صادقًا، ويتضمن اعترافًا بالخطأ والندم الحقيقي، مع الاستعداد لاتخاذ الخطوات اللازمة لتصحيح الوضع وتجنب تكرار الخطأ في المستقبل
فالاعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث لتبرير الخطأ، أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك ما خاطئ، الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه، وهو ما أوجب فعل الاعتذار.

د. رشا محمد النفس اعتذار

مقالات الرأي